تفريغ : كلمة أيمن الظواهري "التوحيد في مواجهة الطاغوت"

 
(( بسم الله و الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و صحبه و من والاه ,, أيها الإخوة المسلمون فى كل مكان السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,, أما بعد

نود أن نتحدث هذه المرة عن الجرائم التى ارتكبها جزار الانقلاب العسكري المتأمرك فى مصر ,,

و لكنّى قبل البدء أود أن أتقدم بتعزيتين ,,

الأولى لأهلنا و إخواننا المسلمين فى مصر ,, على آلاف الشهداء الذين قتلهم جزار العسكر و أضعافهم من الجرحى و الأسرى ,, إن التاريخ لن ينسى هذه الجرائم البشعة التى ارتكبها حمقى العسكرية العلمانية ,, هؤلاء الحمقى الذين يحفرون قبورهم بأيديهم و الذين يكررون فصلاً أسوداً جديداً من تاريخهم المظلم ضد الحركة الإسلامية فى مصر ,,

أما تعزيتي الثانية فهى لأهلنا فى طرابلس الشام على ضحاياهم فى التفجيرين الآثمين ,, و كذلك لأهلنا فى الغوطة الشرقية على جريمة قذفهم بالغازات السامة ,, فأسأل الله أن يرحم شهداء المسلمين فى مصر و الشام و فى كل مكان ,, و يداوي جرحاهم و يتولّى برعايته أيتامهم و أراملهم و يعجل بتفريج كرب أسراهم ,, و قبل أن انتقل بحديثي إلى مصر

أوّد أن أذكر إخوانى المسلمين فى الشام و ما حولها بأمرٍ هام و هو .. أن أفضل ردٍ نرد به على هذه الجرائم المتكررة و أمثالها هو أن ندعم الجهاد فى شام الرباط و الجهاد و أن تكون جهودنا متسقةً و منسقة مع جهود مجهادي الشام

فإذا انتصر الجهاد فى شام الرباط و الجهاد و قامت فيه دولةٌ إسلاميةٌ مجاهدةٌ قريباً بإذن الله .. فستسقط أنظمة الخيانة بالشام المبارك بمشيئة الله و قوته ,, تلك الأنظمة التى قامت بمؤامرات الإنجليز و الفرنسيين و من أعانهم من الوكلاء المحليين الذين قسّموا ولاية الشام الإسلامية الموحدة حتى سقوط الدولة العثمانية إلى الدول التي نراها حالياً تنفيذاً لمطامع الصليبيين و الصهاينة ,,

و إذا قامت دولة إسلامية مجاهدة فى شام الإسلام و الجهاد فسينفتح الطريق واسعاً لاستعادة الخلافة و لتحرير بيت المقدس إن شاء الله و سيتلقى المشروع الـصفوىّ حليف البعث العلمانى الطائفي أقوى ضربة يتلقاها

فأرجو من إخوانى المسلمين فى كل مكان تركيز جهودهم على دعم الجهاد فى الشام بكل مايستطيعون من نفسٍ و مالٍ و رأيٍ و خبرة فهذا هو أقوى رد على تلك الجرائم ,, و أؤكد لإخوانى المجاهدين فى الشام المباركة أن يتحدوا و يجتمعوا و يتواثقوا على أن تقوم فى الشام قريباً إن شاء الله دولة إسلامية تتحاكم للشريعة وتحرر أراضى المسلمين و تنشر العدل و تبسط الشورى و تتطهر الفساد و تنصر المظلوم و تكفل الفقير و الضعيف

يا أسود الإسلام فى الشام اجتمعوا على هذا الهدف النبيل و ارتفعوا فوق الانتماءات التنظيمية و العصبيات الحزبية و أقيموا باتفاقكم و رضاكم و اختياركم دولة إسلامية قوية تعيد أمل المسلمين فى خلافتهم و تحرير أقصاهم ,,

و ما تتفقون عليه فهو اختيارنا و ما ترضونه هو مايرضينا فنحن منكم و أنتم منا و ما بيننا من أخوة الإسلام والجهاد يعلو فوق التنظيمات و الأحزاب

و احذروا يا إخواننا فى شام الرباط و الجهاد من الاتفاق مع العلمانيين و المتأمركين واللا دينيين على حساب حاكمية الشريعة و أحكام الإسلام فها هى المأساة فى مصر ماثلةٌ أمامكم تـُظهر لكم و لكل عاقل مدى حقد العلمانيين و عملاء أمريكا على المسلمين و التيارات الإسلامية كلها ... و تظهر لكم كيف تحالفوا مع نظام مبارك الذى مولهم و بدأ فى مقابل ذلك يطل برأسه من جديد فهذا مايريد أن يفعله العلمانيون و اللا دينيون و أعوان أمريكا بكم ..

أما في مصر فان ما شهدته مؤخراً من جرائم علي أيدي جزار الانقلاب العسكري المتأمرك و أعوانهم و حلفائهم تدعو لوقفة للنظر في مواجهة هذه الجرائم و المجازر , إن الغلظة و القسوة و الفظاظة التي ارتكبت بها هذه الجرائم تثبت مدي حقد العسكر العلمانيين المتأمركين و أحلافهم من أعداء الإسلام على كل من ينتسب له , إنها غلظة لم تراعي حرمة الجثث ,ولا كرامة الموتى و لا ضعف العزل المطاردين , إنها غلظة تريد ان تتشفي من كل من يرفع شعار إسلامياً و تمت كل هذه الجرائم تحت سمع و بصر وإشراف و إدارة الغرب , الذي يدير المعركة عن بعد و يبدي بعض الاسف إذا انفضحت بعض جوانب الجريمة
إن العسكرية العلمانية و أحلافها أعداء الاسلام يريدون أن يستأصلوا كل من يرفع شعار الإسلام فسحقوهم بدباباتهم و قتلوهم برصاصهم و زجوا بهم في سجونهم ليعيدوا مأساة جديدة من مآسي الحركة الإسلامية في مصر المعذبة المهانة المقهورة , و لا بد ان أؤكد على أن هذه الجرائم لم يكن مقصود بها تيار معين ينتسب للحركة الاسلامية و لكن كان المقصود بها مواجهة أي توجه إسلامي , كان الدافع وراء هذه الجرائم هو الفزع الامريكي اليهودي و فزع هؤلاء الغرب من العلمانيين الصليبيين و أركان النظام البائد و عبيد الراتب و غيرهم من أي توجه أو شبه توجه إسلامي .
يجب ان تستحضر هذه الحقيقة جيداً لندرك أن الصراع في حقيقته ليس صراع سياسياً أو معركة منافع و مكاسب حول سلطات و مصالح و لكن الصراع أكبر من ذلك و إن اختلطت فيه السياسية و المنافع و المكاسب و المصالح بل و حتي الشهوات و المطامع.
إنه صراع ضد الإسلام , صراع ضد الشريعة , صراع ضد الإقرار بحق المولي سبحانه في التشريع , صراع ضد استقلال الأمة المسلمة و صراع قيام الخلافة و إذا استحضرنا هذه الحقيقة ووعيناها اتضح لنا أن اي تنازل للقوى المعادية للإسلام عقديا او سياسيا لن يرضيها و لن تقبل بأقل من أن تزيح الإسلام من الحكم تمامًا , كما أزال الحلفاء دولة الخلافة من الوجود في الحرب العالمية الأولى ، و لاتضح لنا أن أي قوة تنتسب للإسلام ستجد نفسها في النهاية متهمة أنها قوة إرهابية مهما تبرأت مما تسمية أمريكا إرهابا و مهما أدانت إخوانها المجاهدين
لذا فإني أناشد إخواني المسلمين الأحرار الشرفاء في مصر أن يتصدوا لهذا التحالف الأمريكي الإسرائيلي العلماني الصليبي الذي تقوده العلمانية العسكرية التي جلبت علينا أسوأ الكوارث في تاريخنا المعاصر , ادعوهم لأن يتصدوا له بالتزاهم بعقيدة الإسلام التي أكدها المولى سبحانه في كتابه فقال " إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه " و ادعوهم لأن يتحرروا من قيود سايكس بيكو و اللورد كتشنر و يعلموا أن مصر جزء من ديار المسلمين و أن ينبذوا العصبية الوطنية و يرتبطوا بالأخوة الإسلامية , ادعوهم بأن لا يتنازلوا عن عقيدتهم و دينهم من أجل إرضاء أعداء الإسلام و ادعوهم لأن يتحدوا حول كلمة التوحيد ليخلصوا مصر من هذه العصابة المجرمة التي قفزت علي الحكم بالحديد و النارو استغلت تنازل بعض الفئات في لحدها وراء سراب التوافق الموهوم.
إخواني المسلمين في مصر و في كل مكان ، إن الإسلامـ عقيدة أنزلها الله ليصلح بها ، لا لنتنازل عنها لإرضاء أهل الدنيا .
فيا أيها الإخوة المسلمون في مصر .. اتحدوا حول كلمة التوحيد ولا تتنازلو عن عقيدتكمـ لإرضاء أعداء الإسلامـ ، و هبو في انتفاضة دعوية جماهيرية لتنصروا المصحف الذي يبحث عن جنوده .
إخواني المسلمين في مصر .. لقد اتحد أعداء الإسلامـ ضد الإسلامـ و المسلمين ، فلماذا لا يتحد المسلمون ضدهم ؟
لقد تمسكوا بالعلمانية و قاتلوا عليها و انقلبوا على صنم الديمقراطية الذي طالبوا المسلمين بالتنازل و الخضوع له و ترك حاكمية الشريعة من أجله .
لقد تحالفوا جميعاً مع بعضهم ، و أظهروا أن كل العداء الذي بينهم لا يساوي شيئاً أمام عدائهم للإسلام.
و ها هم الثوار المزعومون و أنصار الحرية و حقوق الإنسان يتحالفون مع أكبر مجرم و سارق و قاتل في تاريخ مصر ، يتحالفون مع حسني مبارك في صفقة خسيسة قذرة يغذيها المال الخليجيّ المسروقِ من المسلمين ، و تباركها أمريكا و إسرائيل.
ها هو حسني مبارك يخرج من السجن بينما تُزجّ فيه التيارات الإسلامية .
ها هو حسني مبارك يُبَرّأُ من قضية تلو الأخرى بينما تُلَفّقُ القضايا للتيارات الإسلامية .
ها هي التيارات الإسلامية تُقتل في الميادين و الشوارع بينما تُلفقُ لها قضايا القتل و التخريب .
تُتّهم التيارات الإسلامية بالقتل بينما يُطلق سراح القاتل الأكبر الذي قتل شعباً بأكمله ، الخائن الذي وصفته إسرائيل بأنه كنزها الاستراتيجيّ .
ألا يدعونا كلُّ ذلك لأن نتحد حول كلمة التوحيد و نتمسك بعقيدتنا و لا نتنازل عنها .
في تونس تتكرر نفس المأساة فمنهج التوافق مع أعداء الإسلام على حساب عقائد الإسلام و أحكامه و شرائعه يشهدُ اليوم فشلاً ذريعاً ، و سقوطاً فظيعاً .
ها هم العلمانيون الذين سعى المتنازلون للتنازل لهم ينبذونهم و يتبرأون منهم و يتكبرون عليهم .
إن الذين لهثوا وراء أعداء الإسلام و تنكروا لأخوة الإسلام و وصفوا المسلمين بالإرهابيين ليرضوا الغرب يتبرأ منهم أذناب الغرب ، و الذين وصفوا الجهاد بالإرهاب لم ينالوا رضا أعداء الجهاد ، و الذين لم يقبلوا بتحكيم الشريعة ينفِرُ منهم أعداء الشريعة .
و ها هم اليوم يواجهون الحقيقة المرة التي هربوا منها ، و صدق الله العظيم: "ولن ترضى عنك اليهودُ و لا النصارى حتى تتبع ملتهم" .
لذا فإني أناشدُ كلًّ مسلم و كل حرٍّ شريف في تونس حريصٌ على إسلامها و على حريتها و على استقلالها و على دورها في صدِّ العدوان عن الأمة المسلمة ، أناشده أياً كانت جماعته و تنظيمه و حزبه ، أناشده كمسلمٍ قبل أي شيء أن يتحد مع إخوانه المسلمين في مواجهة أعداء الإسلام ، و أن يسعى في توحيد الكلمة تحت كلمة التوحيد ، وليس تحت راية أعداء التوحيد .
ألا هل بلغت ، اللهم فاشهد .

و آخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين و صلّى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته . ))


منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق